مقدمة:
تُثير التصريحات الأخيرة لأحمد الشرع، المعروف بـ “أبي محمد الجولاني”، قائد هيئة تحرير الشام، تساؤلات وتحليلات حول مستقبل سوريا ودور الهيئة في المشهد السياسي المتغير. تُركز هذه الورقة على تحليل مضمون تصريحات الجولاني، وتقديم تقدير موقف حول دلالاتها وانعكاساتها المحتملة.
التحليل:
أجرى أحمد الشرع، المكنى بأبي محمد الجولاني، مقابلة مع شبكة “بي بي سي” في دمشق، أكد فيها أن سوريا مُنهكة جراء سنوات الحرب الطويلة، وأنها لا تُشكل تهديدًا على جيرانها أو الغرب. كما دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإزالة اسم هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية.
مضمون التصريحات:
- نفي التهديد: يُعد تأكيد الجولاني على أن سوريا لا تُشكل تهديدًا للجوار الإقليمي أو الغرب رسالة طمأنة مُوجهة إلى القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في ظل المشهد المعقد الذي نشأ بعد سقوط نظام بشار الأسد.
- نفي صفة الإرهاب: نفى الجولاني بشدة أن تكون هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية، مؤكدًا أنها لم تستهدف المدنيين أو المناطق المدنية، وأنها كانت ضحية لجرائم نظام بشار الأسد.
- المطالب: طالب الجولاني برفع العقوبات عن سوريا، وإزالة اسم هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية، مُعتبرًا أن مُعاملة الضحايا بنفس طريقة مُعاملة الجُناة أمر غير عادل.
تقدير الموقف:
- السياق الزمني: تأتي هذه التصريحات في مرحلة تحولات سياسية وعسكرية في سوريا، ما يُرجح سعي الجولاني إلى تكييف هيئة تحرير الشام مع المُعطيات الجديدة، ومحاولة تحسين صورتها على المستويين الإقليمي والدولي.
- الجمهور المُستهدف: يبدو أن الجولاني يُوجه رسائله إلى عدة أطراف، منها:
- القوى الإقليمية والدولية: لطمأنتها ونفي أي نية عدائية للهيئة.
- المجتمع الدولي: لحثه على رفع العقوبات عن سوريا، وإعادة النظر في تصنيف الهيئة.
- الرأي العام السوري: في المناطق الخاضعة لسيطرة الهيئة، لإظهارها كقوة حريصة على مصلحة سوريا واستقرارها.
- الدلالات المحتملة: يُمكن تفسير تصريحات الجولاني على أنها مُحاولة لـ:
- الاندماج في المشهد السياسي: من خلال نفي صفة الإرهاب، والسعي إلى علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي.
- الحفاظ على النفوذ: في المناطق الخاضعة لسيطرة الهيئة، من خلال تقديم نفسها كقوة فاعلة تُساهم في استقرار سوريا.
- تخفيف الضغوط: الدولية والإقليمية على الهيئة، من خلال نفي أي نية عدائية.
النقاط الرئيسية:
- التوقيت: تأتي التصريحات في مرحلة مفصلية تتسم بتغير موازين القوى في سوريا.
- الرسائل: تُركز على نفي التهديد، ونفي صفة الإرهاب، والمطالبة برفع العقوبات وإزالة اسم الهيئة من قوائم الإرهاب.
- الجمهور: مُوجهة إلى قوى إقليمية ودولية، والمجتمع الدولي، والرأي العام السوري.
- الهدف: الاندماج السياسي، الحفاظ على النفوذ، تخفيف الضغوط.
الخلاصة والتوصيات:
تُعد تصريحات الجولاني مُؤشرًا على مُحاولة هيئة تحرير الشام التكيف مع الواقع الجديد في سوريا، والسعي إلى لعب دور سياسي مقبول على المستويين الإقليمي والدولي. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه التصريحات بحذر، وتقييمها في سياق الأفعال على أرض الواقع. من الضروري:
- مُراقبة أنشطة الهيئة: وتقييم مدى التزامها بما جاء في تصريحات الجولاني.
- الحفاظ على الضغوط: على الهيئة، لحثها على الانخراط في مسار سياسي سلمي.
- دعم الحل السياسي الشامل في سوريا: الذي يضمن مشاركة جميع الأطراف السورية، ويُحقق الاستقرار الدائم في البلاد.
- التواصل مع مختلف الأطراف الفاعلة: لفهم وجهات نظرها حول الوضع في سوريا، والعمل على إيجاد حلول مُشتركة.