أفاد تقرير صحفي بأن سقوط نظام بشار الأسد شكل نقطة تحول حاسمة في تاريخ سوريا، ولكنه قد يكون محفوفًا بالمخاطر للأقليات، إذ سيتوقف على مصيرهم مدى شمولية سوريا الجديدة.
في تقرير نشرته مجلة “ذا كونفرزيشن”، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة كينيساو الأمريكية، الدكتور رمضان كيلينك، أن مستقبل إعادة الإعمار في سوريا بعد سقوط نظام الأسد يعتمد بشكل كبير على مصير الأقليات العرقية والدينية.
يعتبر كيلينك أن مصير هذه الأقليات يعد محورًا رئيسيًا في مناقشات إعادة إعمار سوريا، حيث يمثل تعامل الدولة معهم مقياسًا لقدرتها على بناء مجتمع شامل يعزز الثقة بين مختلف المجتمعات.
وأشار الكاتب إلى أن “جماعة هيئة تحرير الشام” قد وعدت باحترام حقوق الأقليات العرقية والدينية تحت حكمها، ولكن المدافعين عن حقوق الإنسان حذروا من الوثوق بهذه الوعود، مستشهدين بسجل الجماعة السلبي في هذا المجال خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن سوريا، التي يسكنها غالبية من العرب والمسلمين السنة، تضم أقليات متنوعة كانت جزءًا من تاريخ المنطقة، من بينهم العلويون الذين يمثلون 10-13% من السكان، والدروز بنسبة 3%، والأكراد بنسبة 10%، إلى جانب الأرمن والشركس والتركمان.
وأوضح أن “العلويين والدروز كانوا عرضة للشك من قبل الأغلبية السنية على مر القرون، وعلى الرغم من أن بعض العلويين يعتبرون أنفسهم من أتباع الإسلام، فإن الكثير من الجماعات الإسلامية لا تعترف بهم، مما أدى إلى تهميشهم”.
كما أوضح أن “نظام الأسد سعى إلى كسب دعم الأقليات لضمان بقائه في السلطة، فقدم حماية للدروز مقابل دعمهم، وأقام علاقات متبادلة مع المسيحيين الذين حصلوا على امتيازات اقتصادية وحكومية”.
بالمقابل، واجه الأكراد تمييزًا مستمرًا بسبب هويتهم العرقية، حيث أشار كيلينك إلى أن نظام الأسد عمل على تقييد الثقافة الكردية من خلال حظر اللغة الكردية واستبدال أسماء الأماكن الكردية بأسماء عربية.
وأشار إلى أن الحرب التي اندلعت عام 2011 غيّرت ديناميكيات الأقليات، إذ أن العنف الذي مارسته تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة دفع العديد من الأقليات إلى التمسك بنظام الأسد كحامٍ لهم رغم تراجع شعبيته.
ومع ذلك، أوضح الكاتب أن “دعم الأقليات للنظام لم يكن موحدًا، فقد انضم بعض المسيحيين والدروز إلى المعارضة، كما حدث مع جورج صبرا”.
وبيّن أن “الأكراد استغلوا ضعف النظام لإقامة حكم ذاتي في الشمال الشرقي عام 2012، مستفيدين من دعم الولايات المتحدة في قتال داعش. لكن هذا الحكم الذاتي أثار قلق تركيا، التي ترفض إقامة كيان كردي على حدودها”.