نفت مصادر أردنية مطلعة بشكل قاطع صحة الادعاءات حول لجوء أي شخصية من رموز النظام السوري السابق أو قياداته العسكرية العليا إلى الأردن عقب سقوط نظام بشار الأسد. وأكدت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، في تصريح خاص، أن العاصمة الأردنية عمان لا تُعد وجهة مفضلة أو محتملة لهؤلاء المسؤولين السابقين أو غيرهم من القيادات المرتبطة بالنظام.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الوجهة المحتملة لمثل هذه الشخصيات السياسية قد تكون دولًا مجاورة لسوريا في المرحلة الأولى، قبل الانتقال المحتمل إلى دول أخرى لاحقًا. كما أكدت المصادر أن بعض رموز المعارضة السورية السابقين الذين انشقوا عن النظام قد أقاموا في الأردن في فترات سابقة، إلا أن إقامتهم كانت شخصية بحتة وخالية من أي نشاط سياسي يُذكر، مشيرة إلى أن عددًا منهم قد انتقل لاحقًا إلى دول أوروبية مختلفة.
يُذكر أن المملكة الأردنية الهاشمية، التي تربطها حدود برية مع سوريا تمتد لأكثر من 370 كيلومترًا، قد حرصت منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011 على الحفاظ على علاقات متوازنة مع النظام السوري، مع مواصلة التنسيق معه في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين الجارين.
وقد بذل المسؤولون الأردنيون جهودًا متكررة لعقد لقاءات مع نظرائهم السوريين، بهدف التصدي لعمليات تهريب المخدرات والأسلحة التي تتم عبر الأراضي الأردنية. إلا أن هذه اللقاءات لم تُثمر عن نتائج ملموسة تُذكر، بل على العكس، فقد شهدت محاولات التهريب تصاعدًا ملحوظًا، ما دفع القوات المسلحة الأردنية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية ونشر قوات إضافية على طول الحدود المشتركة للتصدي لهذه العمليات غير القانونية.
ومع انطلاق المرحلة الثانية من الثورة السورية، وما تلاها من هجوم للفصائل المعارضة ودخولها إلى مختلف المحافظات السورية، بدءًا من حلب وصولًا إلى العاصمة دمشق واستلام زمام السلطة، أكد الأردن بشكل قاطع وقوفه إلى جانب الشعب السوري الشقيق، واحترامه الكامل لإرادته وخياراته في تقرير مصيره.
ويستضيف الأردن حاليًا أكثر من مليون لاجئ سوري، ممن اضطروا إلى الفرار من بلادهم جراء تداعيات الأزمة السورية منذ عام 2011، ما حمّل المملكة أعباء اجتماعية واقتصادية ومالية كبيرة. وعلى الرغم من تردد الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن في العودة إلى ديارهم حتى الآن، نظرًا لعدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا، إلا أن المنظمات الإنسانية الدولية تتوقع بدء عودة تدريجية للاجئين في النصف الأول من العام القادم، مع تحسن الأوضاع واستقرارها.