أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة أجرت خلال الأيام القليلة الماضية عدة اتصالات مع “هيئة تحرير الشام”، ومن المحتمل أن ترسل وفداً إلى دمشق.
وقال ميلر في مؤتمر صحفي إن الحكومة الأميركية أجرت خلال الأسبوع الماضي اتصالات مع “هيئة تحرير الشام”، ركزت جزئياً على الحصول على المساعدة في العثور على الصحفي أوستن تايس.
وأضاف ميلر: “لدينا عدد من الأشخاص يعملون على محاولة العثور على تايس وإعادته إلى المنزل، وقد تواصلنا بشكل مباشر مع هيئة تحرير الشام، وأكدنا أننا سنقدر بشدة أي شيء يمكنهم فعله لمساعدتنا في العثور عليه، وقد التزموا بذلك”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل محاولاتها لتحديد مكان تايس، لكن ليس لديها معلومات محددة عن مكان وجوده، كما أنه لا توجد جهة أميركية على الأرض للبحث عنه.
وعندما سُئل عن سبب عدم إرسال الولايات المتحدة وفداً إلى سوريا حتى الآن، قال ميلر: “لا أستبعد أن نرسل أفراداً إلى دمشق، ترقبوا ذلك في الأيام المقبلة”.
وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التأكيد على أن إزالة “تحرير الشام” من لوائح “المنظمات الإرهابية” سيكون بناءً على الأفعال لا الأقوال، مضيفاً: “سنتخذ قرارنا بشأن العقوبات على سوريا والاعتراف بالحكم الجديد بناءً على سلوك السلطات الجديدة”.
شروط أميركية لإزالة “تحرير الشام” من قوائم الإرهاب
أكد مسؤولون أميركيون وجود أربعة شروط لدى الولايات المتحدة لإزالة اسم “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مسؤولين أميركيين أن تصنيف “هيئة تحرير الشام” منظمة إرهابية لن يزول إلا بضمان الحقوق السياسية، وبضمان تدفق المساعدات.
كما طالب المسؤولون الأميركيون “هيئة تحرير الشام” بتقديم ضمانات بشأن مكافحة الإرهاب، ومصير الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الإدارة تعمل على ضمان الاستقرار في سوريا، مشيراً إلى احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بإزالة “هيئة تحرير الشام” من قائمة الإرهاب للتعامل معها بشكل “أعمق”.
سحب تمثال حافظ الأسد في دمشق – رويترز
وأضاف المسؤول: “إنها نوع واسع من الفسيفساء الجماعية، وأعتقد أنه يتعين علينا أن نكون أذكياء… وأن نكون مدركين وواقعيين جداً بشأن الحقائق على الأرض”، وفقاً لما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”.
وتابع المسؤول: “هيئة تحرير الشام تقول مرة أخرى الأشياء الصحيحة، وتقوم حتى الآن بالأشياء الصحيحة، لكنها ليست الجماعة الوحيدة، وهناك مجموعة من فصائل المعارضة التي وصلت إلى دمشق من الجنوب، وهي مختلفة تماماً”.
تصنيف هيئة تحرير الشام
تشكلت هيئة تحرير الشام في عام 2017 في سوريا نتيجة اندماج عدة فصائل معارضة، أبرزها “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، التي كانت مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، وصنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية في عام 2018، تبعتها الأمم المتحدة ودول غربية أخرى، بسبب ارتباطها السابق بـ”القاعدة” واتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. ورغم إعلانها فك الارتباط بالتنظيم، اعتُبر ذلك “محاولة لتحسين صورتها دولياً”.
وفي السنوات الأخيرة، حاولت هيئة تحرير الشام تقديم نفسها كقوة محلية سياسية وعسكرية، وتخفيف خطابها الجهادي، وظهرت تقارير عن حوارات غير رسمية بين الهيئة ومسؤولين غربيين بشأن الوضع الإنساني في إدلب، مما أثار تكهنات حول إعادة تقييم تصنيفها.